(من خطاب سموّ الأمير، حفظه اللّه،في افتتاح الدورة 50 لمجلس الشّورى)
واجه القطريّون منذ ملحمة التأسيس ومن جيل إلى جيل تحديات كثرة، كشفت في الماضي كا في الحاضر وعياً عميقاً بقدرتهم عى الاستجابة لكلّ ما يطرأ أمامهم من محن الطبيعة ورهانات البناء بمختلف ألوانها. وطيلة عقود شكّلت الأحداث التاريخيّة الكرى التي خاضوا فيها البطولات
وقدّموا فيها التضحيات بالغالي والنّفيس، علامات فارقة لهويّتهم، وصارت تلك الوقائع نقاط ارتكاز لشخصيّتهم و كانت وحدتهم الوطنيّة مصدر قوّتهم، التي وُلدت إرهاصاتها وهم يدافعون عن وطنهم فألهمتهم ضرورة التوحّد تحت راية واحدة مثلا ألهمت الشباب القطري، وعلى رأسهم الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني بحلم إنشاء الدولة.
و استطاع القطريّون عر مسرة تاريخهم أن يُعزّزوا وحدتهم الوطنيّة بتوفيق من اللّه، فضربوا أمثلة عديدة عن صدقهم وتواضعهم و قدرتهم عى الإيفاء بالوعود ومجابهة تحدّيات وصعابٍ كثرةٍ، وليس وعد كأس العالم 2022 غر امتدادٍ لتلك الوعود التي قطعها القطريّون على أنفسهم وأمام العالم ليكسبوا التحديات الحضاريّة، ولم يكن ذلك الوعد منجزا عى أرض الواقع لولا تمسّكهم بوحدتهم الوطنيّة التي جعلتهم يفتخرون بانتمائهم لوطنهم وولائهم لقيادتهم، وصارت علامةً عن القيم التي حفرها الأجداد والآباء فيهم، لتكون أمانة للأجيال القادمة.
وظلّت الأجيال بجميع مكوّناتها تعمل في سفينة واحدةٍ بتكاتف وعزّة، وفيّةً لوجهة البوصلة التي تسر في اتّجاه التقدّم الحضاري، ليكتب القطريّون ملاحمهم في الحاضر بعملهم وقيمهم وتطلّعهم الدّائم إلى مستقبل أفضل لوطنهم، مثلا سجّل أجدادهم ملاحمهم في الماضي، وستزيدهم وحدتهم إصرارا عى الميّ في جهود تحقيق أهدافهم وإدراك التّحديات الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة التي تواجهها دولتهم الحديثة في تشابك علاقاتها مع العالم.