الأدعم

 

تزامنت احتفالات اليوم الوطني 2012 مع إصدار القانون رقم 14 لسنة 2012 و الخاص بعلم الدولة. أصـدر القانون حينهـا سـمو الامير الوالـد إبـان قيادتـه مقاليـد البـلاد، ونـص القانـون عـلى أن يكـون العلـم الوطني لدولـة قطـر، مـن حيـث الشكل والتصميـم والألوان والمقاسات والخامات والتكويـن ومتطلبات الأداء، وفقاً للمواصفات المنصـوص عليهـا. ويكـون العلـم الخـاص بالأمـير وفقـاً للمواصفات المنصوص عليهـا. كـمـا نـص القانـون عـلى أن يحـدد بقـرار مـن القائـد الأعـلى للقـوات المسلحة شكل ومواصفـات أعـلام الأفـرع والوحـدات الرئيسية للقـوات المسلحة، وشروط وضوابط استعمالها، ومـا يجـب أداؤه لهـا مـن الاحـترام والتوقـير. ونـص القانـون أيضـاً عـلى أنـه يجـب احـترام العلـم القطـري بوصفـه رمـزأ للدولـة، والتعامـل معـه بكرامـة، وعـدم تعريضـه للمهانـة بـأي طريقـة كانـت.

ويحظـر رفـع أو عـرض أو تـداول العلـم القطـري، إذا كان تالفـاً أو مستهلكاً أو باهـت الألـوان أو بأي طريقـة غـير لائقـة. وقـد عملـت اللجنـة عـلى تأصيـل وتوثيـق لـون العلـم تاريخيـا منـذ اكتشـاف مصـدر اللـون الأحمـر الأرجـواني في جزيـرة بـن غنـام شـمال قطـر عـن طريـق علـماء الآثـار الذيـن أكـدوا أن كثيراً مـن بقايـا الاصداف البحرية، من فصيلة الصدفة موركـس التي احتوت على الصبغ الاحمر الأرجـواني، الذي كان ينتجـه الفينيقيـون، وجـدت في الجزيـرة كـما وجد العلماء أيضاً حوالي ثلاث ملايين صدفـة، احتـوت عـلى مـواد للصبـغ الأحمـر الأرجـواني.

وكانت قطـر، بحسب إحصاءاتهــم. هـي المكان الوحيد – في المنطقـة لإنتاج الصبغ الأحمر الأرجواني خارج مدينـة صــور ( الليثانيـة)، كـما نوهـت اللجنـة وهي تؤصـل للـون العلم القطري إلى معركـة مسيمير عـام 1851، عندمـا تعـرض أهـل قطـر للغـزو مـن ناحيـة مسيمير، وعند اجتماعهم وخروجهم لمواجهة الغزاة.

مشيرة إلى أن كل قبيلـة قامت بالتنـادي بالأشعار الحماسية، ورفـع رايتهـا الخاصـة، وأشارت إلى أن ذلـك استرعى انتباه الشيخ محمـد بـن ثـاني الزعيـم الاشهر حينها، نظـرا لخطـورة هذه النزعة، وأدرك وهـو العالم المتديـن. والخطيـب المفـؤه، والمؤمـن بتاريـخ وثقافـة وطنه ضرورة توحيـد القطريين تحـت رايـة واحـدة. ولان الشيخ محمد بن ثاني كان يـدرك أنه من الصعوبة بمكان لطبيعـة القبائـل وتزعتهـا العصبيـة تخـلي كل قبيلـة عـن بيرقها، فما كان منه إلا أن طـرح توحيـد

جميـع الرايات في رايـة لونهـا الأحمر الأرجـواني لعلمه بارتبـاط هـذا اللـون بتاريخهـم وبيئتهـم، فلطالمـا غـرف القطريـون بـه كصانعـين لـه ،والاهـم ارتـداء الرسـول صلى اللـه عليـه وسـلم للبردة القطريـة ذات اللـون الأحمر الأرجواني، وتأديتـه الصلـوات بها، ووفاته صلى الله عليه وسلم، وهو مرتديا إياها. وبعد التشاور بين الجميع اقتنع القطريـون بالفعـل بطرح الشيخ محمد بن ثاني وتقبلـوا هـذه الرايـة، وأضافـوا اسـم قطـر عليهـا .وأطلقـوا عـلى رايتهـم الموحـدة اسـم الأدعـم، ولعـل رفع علم موحد للقطريين للمرة الأولى في تاريخ قطر الهمـت الشباب القطـري وعلى رأسهم الشيخ جاسم بـن محمـد بـن ثـانـي حـلـم إنشـاء الدولـة.