مرّ الشّعب القطري عبر تاريخ وطنه العزيز، بما مرّت به الشّعوب التي تؤمن بأنّ الكرامة الإنسانيّة من القيم العليا التي لا يُستغنى عنها في بناء الأمم والحضارات، ومن جيل إلى آخر، توارث القطريّون خصال المؤسسين الذين واجهوا النّوائب من أجل وحدة الوطن وازدهاره ورفعته، بفضل التمسّك بما ينير درب الأجيال من إيمانٍ و علمٍ وعمل.
وأمام كلّ تحدّ كانت تتجلّى تلك القوّة الكامنة في كلّ قطريّ، من إصرار على الصّمود، والاستجابة للتحديات، في كلّ طفل وشابّ، وفي كيان كلّ رجل وامرأة، عزم على بذل الجهد في البحر والبرّ، من أجل أن تكون قطر أعزّ وأقوى.
وخلال الوقائع والأحداث في السّرّاء والضّراء، رسم القطريّون منعطفات ملحمتهم منذ التأسيس إلى الآن، لقد أدركوا منذ معركة دامسة، ومروراً بوقائع مثل الحزم وخنّور والوجبة وكساد اللّؤلؤ، وغيرها من التحديات، أنّ سلاحهم الأوّل في كلّ تلك المنعطفات إنّما هو إيمانهم باللّه عزّ وجلّ، فكانوا كلّما كتبوا سطراً في ملحمتهم وواجهوا الحياة، حمدوا اللّه على ما منحهم إيّاه من العزم والنصر، كما حمدوه على ما أنعم به عليهم من الصبر عند الابتلاء واشتداد الأزمات.
وفي كلّ منعطف تاريخي، ومع كلِّ إنجازٍ أو تحدّ عسكري أو سياسي أو اقتصادي أو حضاري، يزداد عزم القطريين اشتداداً لعبور الطريق إلى الازدهار والتقدّم، وقد عبّدوهُ بالتضحيات بالغالي والنفيس.
ولعلّ خير من عبّرَ عن تلك التّضحيات والإنجازات، المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (رحمه الله) بقوله:
لـك الحمـد يـا مـبري كبـود الغلايــل
ويـا منصـف مـن كـل باغـي وعايـل
ونحمدك يا ذا العرش والملك والعطا
ونرضى بحكمك في جميع الفعايل
بشكر على السرا وصبر على القضا
وحمل النّوايـب واحتمال الثـقايل