ديسمبر 4, 2022

ندوة ثقافية في درب الساعي تناقش تحديات وإنجازات المسرح القطري

على المسرح الرئيسي في درب الساعي أقيمت ندوة نظمها مركز شؤون المسرح وشارك فيها الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد والفنان والشاعر علي ميرزا والفنان فالح فايز، وأدارها الإعلامي أحمد السعدي.
وأشاد المشاركون بالدور الثقافي الذي تقدمه لجنة احتفالات اليوم الوطني في درب الساعي بمناسبة اليوم الوطني، مؤكدين أن الفعاليات الثقافية والمسرحية خاصة تعزز حضور المسرح القطري جماهيرياً، مشيدين كذلك بكافة الفعاليات التراثية والفنية التي يقدمها درب الساعي حتى صار من أهم المعالم والوجهات الثقافية في قطر حالياً بالتزامن مع استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
واستعرض الدكتور حسن رشيد أهم المحطات في تاريخ المسرح القطري عبر رصد حركة المسرح وتطوراتها لعدة أجيال متلاحقة، وأبرز الأسماء التي ساهمت في تألق نهضة المسرح القطري مثل موسى عبدالرحمن وعلي ميرزا وعبدالرحمن الماس، وعبدالرحمن المناعي وحمد الرميحي وغانم السليطي ومحمد بوجسوم وغيرهم ممن ساهموا في دفع عجلة المسرح القطري، مشيراً إلى أهمية الفرقة المسرحية التي تأسست في الستينيات من القرن الماضي والتي كان لها بالغ الأثر في إحداث نهضة مسرحية.

وأشار إلى أن هناك عوامل كثيرة أثرت على المسرح ليس في قطر وحدها ولكن في أرجاء الوطن العربي، حيث برزت وسائط جديدة ساهمت في الابتعاد عن المسرح، مؤكداً أن تطوير المسرح المحلي يحتاج إلى خطط مدروسة، وتقديم أساسيات العرض المسرحي ومهرجان مسرحي موسع للجميع وعودة البعثات الدراسية لدراسة المسرح، وتقديم ورش فنية متخصصة على أيدي بارعين في مختلف الفنون، مؤكداً أن الفنانين القطريين قادرون على استعادة هذا الألق بدعم من وزارة الثقافة.

من جانبه تناول الفنان والشاعر علي ميرزا، في مداخلته جوانب من تاريخ المسرح القطري، مشيرا إلى أن البدايات كانت مع الأندية الرياضية التي كانت تقدم ليالي السمر واسكتشات تمثيلية، وكذلك دور معسكرات الكشافة والمدارس الثانوية، ثم إنشاء فرقة الأضواء التي قدمت عدة مسرحيات ارتجالية، ثم إنشاء الفرقة الشعبية للتمثيل في عام 1968 ثم فرقة الأضواء الموسيقية التي تحولت إلى الأضواء المسرحية.

وقال إن إرهاصات نشأة المسرح القطري بدأت في الستينيات من القرن الماضي، وتبلورت الفكرة في دار المعلمين على يد الأستاذ محمد عبدالله الأنصاري ومجموعة كبيرة من الفنانين الذين صنعوا حركة جديدة فتشكلت فرقة المسرح القطري لتكون نواة لفرق جديدة مثل الأضواء، المسرح العربي، المسرح الشعبي، فكان تألق المسرح القطري في هذا الوقت حتى خرج إلى آفاق بعيدة في المشرق والمغرب العربي.

وأكد ميرزا أنه يمكن أن تنتعش الحركة المسرحية بشرط تنظيم موسم مسرحي ثابت ملزم من قبل وزارة الثقافة وأن يتم الاحتفاء الجاد باليوم العالمي للمسرح، وعودة مهرجان الدوحة المسرحي الذي سيخلق روافد جديدة في التأليف والتمثيل والإخراج مع ضرورة الاهتمام بالمسرح المدرسي.

وبدوره تحدث الفنان فالح فايز عن نشأة المسرح القطري وأهم الفرق التي ساهمت في نهضته تاريخيا حيث كانت تقدم في اليوم الواحد ثلاثة عروض مسرحية، لافتاً إلى أن قرارات الدمج بين الفرق لم تكن في صالح المسرح القطري حيث لم يحدث الانسجام المطلوب بين الجميع، وقال فايز إن المسرحيين في هذه الفترة استطاعوا مواجهة الكثير من التحديات حرصاً على التواجد في الساحة المسرحية، مؤكدا أن المسرحيين لم يفقدوا الشغف بالمسرح ولكنهم في حاجة إلى استراتيجية جديدة من وزارة الثقافة تستعيد توهج المسرح القطري، من خلال موسم مسرحي كامل، ووجود دور مهم للجنة الدائمة للمسرح والتي كانت تشكل من رؤساء الفرق وعدد من العناصر المهتمة بالمسرح.