ديسمبر 9, 2022

لعبة الدامة الشعبية .. تراثٌ بحريّ ينقله الأجداد إلى الأبناء

تتضمن فعالية البدع المقامة في درب الساعي أنشطة وفعاليات متنوعة تهدف للحفاظ على موروث الحياة البحرية في قطر، ومن هذه الأنشطة التراثية لعبة الدامة الشعبية، وهي لعبة تراثية كانت بمثابة الملاذ الأول للترفيه وقضاء أوقات السمر لدى الغواصين، خاصةً بعد انتهاء موسم الصيد الذي يحتوي على العديد من الأنشطة الشاقة.
وحـــول لـعـبـة الــدامــة وأهــمــيــة وجــودهــا ضـمـن فـعـالـيـة الــبــدع قــال الـسـيـد نـاصـر الخليفي: تعتبر لعبة “الدامة” من الألعاب التراثية التي كان يلعبها الآباء والأجداد بعد عودتهم مـن البحر، وانـتـهـاء موسم الغوص ومع دخول فصل الشتاء، وكانت تلعب في المجالس والمقاهي، وقد حرصت اللجنة المنظمة لفعالية درب الساعي على إبراز الحياة التراثية للصياد القطري قديماً وحجم معاناته، فأقامت مــســرح الـلـعـبـة فــي وســـط ” قـــرقـــور” أو الدابوية وهي شباك من المعدن على شكل خيمة وتستخدم في الصيد.
ولعبة الدامة ليست لعبة ترفيهية فقط، بل هي وسيلة لتعليم الشباب كيفية صيد السمك والمخاطر المحيطة بهذا العمل، وكانت تُلعب في المقاهي على الكراسي الخشبية وتعتبر من أهم وأشهر الألعاب الترفيهية التي تعتمد على الرياضة العقلية. وفي هذا الصدد، أوضح السيد ناصر الخليفي أن هذه اللعبة تشبه لعبة الشطرنج في بعض قوانينها، وتتميز عنها في  قوانين خاصة قديمة مستمدة من حياة الآباء والأجداد، وهي تعتمد على التخطيط وتوقع حركات الخصم والحفاظ على توقد الذهن وتركيز النشاط.
وما زالت هذه اللعبة التراثية تستهوي العديد من الشباب القطري، الأمر الذي أشاد به السيد ناصر الخليفي وقال : إن هذه اللعبة تزيد من ذكاء الشباب وتحافظ على الرياضات العقلية النافعة بدلاً من الألعاب الالكترونية التي تساهم في تقليل المهارات العقلية لدى من يجلس ساعاتٍ طويلة وهو يمارسها .