ديسمبر 7, 2022
فيلم المها العربي .. إنتاج سينمائي وطني للحفاظ على التراث القطري
تشهد فعالية عرض فيلم حيوان المها العربي في درب الساعي إقبالاً كبيراً من العائلات ، حيث تتواجد أعداد كبيرة منهم يومياً لمتابعة الفيلم الذي يروي قصة دورة حياة حيوان المها والذي يعد أحد العلامات المميزة للبيئة القطرية، وقد وفرت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني الأجواء المناسبة للزوار في درب الساعي من أجل الاستمتاع بمشاهدة الفيلم، وذلك بوجود شاشة عرض سينمائية كبيرة ومقاعد مريحة. إلى جانب ذلك توجد مجموعة من حيوانات المها العربي بجوار منطقة عرض الفيلم لإتاحة الفرصة للزوار لالتقاط الصور التذكارية معها.
وقال سالم حسين آل سفران مساعد مدير إدارة المحميات الطبيعية بوزارة البيئة والتغير المناخي والمسؤول عن الفعالية: إن الهدف من فيلم المها هو تسليط الضوء على هذا الحيوان المهدد بالانقراض وتعريف الجماهير وزوار درب الساعي به باعتباره موروثاً قطرياً، وذلك على شكل قصة ما بين أم ومولودها، حيث يتناول الفيلم دورة حياة هذا الحيوان بشكل جماعي وطبيعة الأرض التي يعيش فيها وانسجامه مع باقي الحيوانات الموجودة في تلك البيئة، و يكشف عن كيفية مساعدة الأم لمولودها في كيفية التعايش مع البيئة المحيطة به.
وأضاف آل سفران: إن هذا الحيوان له رمزية مهمة في دولة قطر، واختير كشعار للخطوط القطرية على سبيل المثال، لذا فإن الدولة توليه عناية كبيرة، حيث أوجدت له الكثير من المحميات للحفاظ عليه من الانقراض.
وأشار إلى أن أول شيء قامت به الدولة للحفاظ على هذا الحيوان هو إنشاء مركز إكثار المها في عام 1979 بمزرعة الشيحانية، وقد بدأ بخمسة وعشرين رأسا من المها العربي، ثم تم إنشاء المحمية الثانية وهي محمية عشيرج في شمال قطر عام 1991، وفي عام 1997 أُنشئَت محمية المسحبية في جنوب غرب قطر والتي تقرب من الحدود القطرية – السعودية، والتي نُقلَ إليها هذا الحيوان من أجل أن يتكاثر بشكل طبيعي، بالإضافة الى دراسة هذه المواطن الجديدة لأن تضاريسها مختلفة، منوها بأننا كنا نرى الفروقات ما بين الحيوانات التي تعيش في الأماكن المختلفة بحسب طبيعتها، وهو ما ساعدنا في معرفة البيئة المناسبة التي تتماشى مع هذا الحيوان.
وقال مساعد مدير إدارة المحميات الطبيعية: إنه تم توفير كادر بيطري خاص من الأطباء والممرضين والمساعدين في هذه المحميات يقوم بأخذ عينات من هذه الحيوانات والتأكد من صحتها، إضافة إلى قيامه بعملية تحصين سنوي لها لمجابهة الأمراض. وأضاف: إن هناك برامج تقوم بها الوزارة خاصة بحيوان المها العربي ومنها برنامج البصمة الوراثية، وذلك بهدف التركيز على تكاثر النوعية الجيدة من هذه الحيوانات، حيث تحدد البصمة الوراثية كل نوع بالأرقام، ليتم بعدها أخذ عينات من عدد من رؤوس المها وتحليلها بالتعاون مع جامعة وايل كورنيل للطب وذلك لتحديد سلسلة التكاثر التي سوف تتزاوج سنوياً ، بهدف إنتاج سلاسة تستطيع تحمل الظروف القاسية، إضافة الى المحافظة على شكل وجمالية هذا الحيوان.