ديسمبر 16, 2020
اختتام ندوة قطر وتحديات التأسيس
اختتمت ندوة “قطر وتحديات التأسيس” التي نظمتها اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة على مدى يومين على مسرح قطر الوطني بمشاركة نخبة من الباحثين والمؤرخين القطريين والعرب.
وسعت الندوة عبر عدد من الموضوعات إلى تعميق معرفتنا بالتحديات التي واجهت دولة قطر في المراحل الأولى من التأسيس وانعكاساتها الممتدة، إلى جانب تقديم قراءة حديثة للأحداث التاريخية في ضوء المتغيرات المعاصرة.
وشهد اليوم الثاني والأخير جلستين شارك في الجلسة الأولى عبر تطبيق زوم الدكتور زكريا كورشون رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان محمد الفاتح بتركيا، حيث قدّم ورقة عمل بعنوان “مكانة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني لدى السلطان العثماني، وتجليات طبيعة العلاقة بينهما في المسائل الإقليمية”، استعرض خلالها جوانب من تاريخ العلاقات التاريخية في المنطقة بين المؤسس الشيخ جاسم والسلطات العثمانية وهي العلاقات التي اكد انها بدأت وطيدة وظلت على هذا النحو حتى الآن، مشيرا إلى مجموعة من الأحداث التاريخية التي مثلت دلائل واضحة على عمق العلاقة بين البلدين، ثم شهدت تطورا ملحوظا في العصر الحالي حيث حدثت قفزة نوعية مع تركيا حاليا وذلك بسبب العلاقات الأخوية التاريخية بين الشعبين.
ومن جانبه تحدث الأستاذ الدكتور جمال محمود حجر أستاذ التاريخ في جامعة قطر، في ورقته بعنوان “قطر والخيار العثماني”،عن دور السياسة القطرية منذ القدم في الارتقاء بمقدراتها، وفي سبيله لذلك ركز الضوء على الخيار العثماني الذي كان له أسباب عدة، ابرزها ان المؤسس كان يرى ان اشتراك بني جلدته مع العثمانيين في العقيدة قادر على صنع أرضية مشتركة، كما انهم لا يتحركون تبعا لرغبات استعمارية ولكنهم كانوا يعلون الدين فوق أي مصالح أخرى، وعلى ذلك كانوا عونا للتخلص من القيود البريطانية.
وفي الجلسة الثانية تحدث الدكتور جاسم سلطان مدير مركز الوجدان الحضاري في ورقته “قطر في فترة ما قبل التأسيس” من منظور فلسفي عن العناصر التي تؤثر في تشكيل التاريخ مثل الجغرافيا والقيم والتحدي والاستجابة، وأهمية وجود الرأي الاخر ومحرك النقد، واحتضان الإبداع والقدرة على تحويل القيم لإجراءات قابلة للتنفيذ والاستغلال الأمثل للثروات، مؤكدا أن تاريخ قطر هو تفاعل لعوامل محيطة.